تعرف على الكليجا عدل
ما زالت ذاكرة أبناء القصيم محتفظة بالعديد من المأكولات الشعبية التي كانت وستبقى جزءًا من التراث الشعبي الذي لا يغيب عن المكون الشعبي أو الذاكرة التراثية لأبناء هذه المنطقة العزيزة .
والكليجا واحدة من أهم المأكولات الشعبية التي تجاوزت في شهرتها النطاق المحلي إلى العالمي وأصبحت مجالا للتقليد والمحاكاة بوصفها واحدة من الصناعات الغذائية الواعدة .
وتسعى الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم وشركائها عبر مهرجان” الكليجا والمنتجات الشعبية ” إلى دعم وتشجيع الأسر المنتجة التي أصبحت رقما مهما في العملية الإنتاجية والاستثمارية ، فلم يعد إنتاج الكليجا وغيره من الموروثات الشعبية هواية يمارسها بعض الأشخاص من باب المحافظة على الموروث الثقافي وإنما أصبحت صناعة استثمارية تضيف قيمة في اقتصاديات المنطقة وحراكها التجاري.
ولعل من المناسب أن ألفت إلى رأي أحد خبراء البنك الدولي الذي استضافته الغرفة مؤخرًا وهو ” الدكتور رامي تويج ” حين أشار إلى أن الكليجا عنصر تميز لمنطقة القصيم تنفرد به بين مناطق المملكة ويمكن أن تصبح واحدة من أهم العناصر الاستثمارية التي تدر دخلاً كبيرًا على الكثير من أسر المنطقة ومستثمريها الصغار ، والغرفة تأمل أن يكون هذا المهرجان بمثابة خطوة أولى على طريق إبراز أهمية الأسر المنتجة ومكانتها في الدورة الاقتصادية لأي مجتمع .
الكليجا من أهم الأكلات الشعبية القديمة المشهورة في منطقة القصيم ، والكليجاء عبارة عن قرص مصنوع من دقيق البر والسكر وخليط من المقادير الطبيعية الخاصة.
ويتميز الكليجا بمذاقه الحلو اللذيذ كما يتميز بطول فترة صلاحية استهلاكه مايجعله مناسبا لكل الفصول والأوقات ، وعلى خلاف الكثير من الأكلات الشعبية القديمة التي تراجعت أهميتها وحلت محلها الوجبات الجديدة الوافدة من مطابخ الشعوب والدول الأخرى ، فإن الكليجا سجل تزايدا في مكانته وأهميته ولم يعد أكلة شعبية محلية وإنما أصبح بفضل مذاقه المميز والفريد مطلبا للكثيرين ومادة للإهداء وعنوانا للكرم والضيافة .
أصل التسمية عدل
لاتوجد رواية موثقة لأصل تسمية الكليجا بهذا الاسم ، إلا هناك عدد من الأقوال التي تروى في هذا المقام ، ومنها أن ( كليجاء ) مأخوذة من كلمة كليشة.. وهي كلمة تركية ، ولعل المقصود بها الأداة الخشبية ذات النقوش المعروفة التي تطبع بها الكليجاء وتعطيها شكلها النهائي المزكرش، بينما يشير البعض إلى أن كلمة ( كليجا ) كلمة فارسية أو أردية تعني الكعك.
ومن الروايات الطريفة التي يتداولها الناس حول سبب التسمية أن أحد المزارعين كان بخيلاً لا يأكل أبناؤه إلا وجبة واحدة في اليوم ، فكانت زوجته تضطر إلى أن تصنع لابنتها وجبة من الدقيق (البر) لتناولها عقب خروج الزوج إلى المزرعة ، وحين يقترب موعد عودة الزوج كانت تنادي على ابنتها قائلة : كوليه جا أبوك، كوليه جا أبوك. ومع الأيام اختصرت العبارة لتصبح ” كولي جا كولي جا” ، ثم انتهت إلى كلمة” كليجا ” .
تراث الأجداد عدل
تعتبرالكليجا من الأكلات الشعبية القديمة المشهورة في منطقة القصيم ، وكانت الكليجا وماتزال رمزا للكرم والإهداء ، وقد برعت النساء في القصيم بإعداد هذه الأكلة والتفنن في إنتاجها ، وتتميز الكليجاء بقدرتها على البقاء مدة طويلة مايجعلها صالحة للاستخدام على مدار العام . وقد استطاعت هذه الأكلة أن تصمد بقوة أمام سيل الوجبات والأكلات المتنوعة التي اقتحمت حياتنا المعاصرة ، فبينما تمتلئ محلات الحلويات والمعجنات بأصناف عديدة من الحلويات الشرقية والغربية أثبتت الكليجاء أنها المادة الأساسية في طبق الحلويات السعودية . وكانت الكليجاء غذاء يتزود به المسافر في رحلاته وسفراته ، ويذكر كبار السن مما عايشوا وسافروا مع رحلات العقيلات التي كانت تسير من القصيم إلى الشام وفلسطين ومصر أن أمير القافلة يجمع الرجال عند موعد الانطلاق ويعطي كل واحد منهم عددا من أقراص الكليجا لتكون زادا لهم في رحلتهم الطويلة التي قد تمتد إلى أشهر.
أنواع الكليجا عدل
الكليجا أنواع متعددة بحسب الحجم والمذاق فالكليجا المتوفرة في السوق تختلف بحسب حجمها إلى كليجا كبير وكليجا صغير وكليجا متوسط ، ويعود ذلك إلى اختلاف طلبات وأذواق الزبائن فبعضهم يفضل الكليجا الصغيرة التي يسهل تناولها في الأسفار والرحلات البرية ، بينما يفضل البعض الكليجا المتوسطة الحجم التي يكثر استهلاكها المنزلي ، أما الكليجا الكبيرة أو الفاخرة فهي الخيار الأفضل لتقديمها ضمن هدايا العروس الى أسرة زوجها وأقاربهم ، والنوع الأخير أي الكليجا ذات الحجم الكبير يتميز بشكله الجذاب الذي لايشبه إلا الكليجا الحقيقية القديمة .
أما بحسب المذاق فيوجد نوعين من الكليجا احدهما الكليجا القديم والآخر الكليجا الجديد ، ولا يذهب خيالك بعيدا وتعتقد أن الجديد أحلى مذاقا وأفضل طعما وأزكى رائحة من القديم ، فإذا أردت أن تتذوق الكليجا الحقيقي بمذاقه الأصلي فعليك بالكليجا العادي وإياك أن تبدأ بالكليجا الجديد أو مايسمى الكليجا بالتوفي الذي هو محاولة من البعض لإدخال تحسينات وإضافات إلى مقادير الكليجا القديمة ، ومع أن لهذا النوع عشاقه ومحبيه إلا ان الكليجا بنكهته القديمة يبقى هو الأفضل والأميز والألذ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق